الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

تعليق الأخ الفاضل/ سالم محمد الهويدي بخصوص الطاقة المتجددة


شكراً للأخ سالم على هذا التعليق لما يحتويه من معلومات قيمة لذا رأيت أنه من الأفضل نشره كموضوع وليس كتعليق حتى تعم الفائدة


شكرا اخي الفاضل المهندس طارق العدساني على ما قدمت بهذا البحث في مجال الطاقه الشمسيه مع الأخذ بعين الإعتبار لتغطية الجوانب المتعلقه بهذا البحث و إظهار الأقتراحات التي تعطي مردود اكبر لمشروع ثوري وقومي مثل هذا بحكم ان مستقبل الطاقات المتجدده واعد على اعتبار ان منطقتنا تقع ضمن النطاق المحصور بالمجال الشمسي وحيث انها تعتبر من الطاقات النظيفه منها وايضا ان الطاقه الشمسيه من الطاقات المتجدده وحيث انك افترضت الآليه المناسبه لتقنيه استخدام الغلايات الضخمه كما هو معمول بها في محطات التقطير الحاليه ومصدرها الغاز الطبيعي كما يمكن استبدالها بالمصدر الشمسي على افترض انه مناسب لتلك التقنيه في توليد الطاقه الكهربائيه وإستخلاص الماء من عملية تدوير التوربينات البخاريه وهذه فكره عظيمه بالأضافه لإٍستغلال المساحه من الأرض المحجوزه لأغراض الزراعه وذلك لزيادة المردود بشكل اكبر.

وهنا اقترح وألفت نظرك لشيء يرفع من اداء مشروع مثل هذا بشكل اكبر وليقترب المشروع من الكمال إذا أردفنا طرق اخرى تكون مكمله لتوليد الطاقه مثل الرياح لتوليد الطاقه وتعوض النقص في الأيام الغير مشمسه .
كما انه هناك طرق عديده لتخزين الطاقه وإسترجاعها مره اخرى اثناء الليه مثل استخدام خزان علوي يضخ الماء إليها اثناء النهار وتسترجع في الليل كما هو الحال في السدود ولكن بشكل اصغر ويراعى حجم الخزان المناسب لذلك العمل ويتطلب فارق في الأرتفاع مثل ما هو موجود في تلال الزور اي فارق 100 متر يكون كافي لتوليد ضغط مائي لإدارة توربينات هيدروليكيه .

أيضاَ آخرا وليس اخيراَ
تقنين استخدام الطاقه ويكون ذلك بعمل مساكن ومرافق وأبنيه تكون اقتصاديه في استخدام الطاقه اي استخدام مواد عازله في الأبنيه والصروح لزيادة كفاءه التكييف والحد من استهلاك الطاقه
وايضاً استخدام الوحدات المنفصله وليس المركزيه وكذلك إستخدام المصابيح الغير حراريه وغيره من الأنظمه الأقتصاديه في إستهلاك الطاقه كذلك إضافة الأنظمه الذكيه لإدارة الطاقه في الأبنيه إلى آخره من الأمكانات المتاحه في حصر استخدام الطاقه والأبتعاد عن الهدر والأستهلاك العشوائي .. كلها تصب في نفس الرافد لبناء مشروع نموذجي له جوانب تغطي بعضها البعض بشكل متكامل

سالم محمد الهويدي

الثلاثاء، 12 مايو 2009

2. محطة الطاقة الشمسية الحرارية لتحلية مياه البحر


قبل قراءة هذا الموضوع يجب قراءة مايلي:
أولاً: موضوع هل تمتلك الكويت ثروة غير الثروة النفطية؟

ثانياً: موضوع
محطة الطاقة الشمسية الحرارية لتوليد الكهرباء من الألِف إلى الياء

في هذا الموضوع سوف ألخص بشكل مبسط جداً أشهر طريقتين لتحلية مياه البحر وأكثرها شيوعاً ألا وهما:

1- التقطير الومضي المتعدد المراحل - Multi-Stage Flash Distillation

2- التناضح العكسي -
Reverse Osmosis

أولاً: طريقة التقطير الومضي المتعدد المراحل

إن عملية تقطير الماء المالح هي عملية بدائية و سهلة للغاية فهي ببساطة عملية غلي الماء المالح ومن ثم تكثيف بخاره الذى يصبح بعدها ماء مقطر. فإذا ضخينا ماء البحر بواسطة مضخة إلى سخان كبير ورفعنا درجة الحرارة فإن الماء يبدأ بالتبخر. ثم نأخذ هذا البخار ونمرره في انبوب يمر في وسط ماء البحر البارد نسبياً قبل دخول ماء البحر هذا إلى السخان فإن البخار يتكثف ويتحول إلى ماء مقطر وهكذا تتم عملية التقطير ببساطة.

لزيادة كفاءة وكمية المياه المقطرة استغل العلماء حقيقة علمية أخرى ألا وهي أن درجة غليان الماء تتناسب تناسباً طردياً مع الضغط الواقع على الماء، ويغلي الماء عند درجة 100 مئوية تحت الضغط الجوى العادى و كلما انخفض الضغط انخفضت درجة غليان الماء.

فإذا رجعنا إلى مثالنا السابق وأخذنا ماء البحر المتبقي في السخان ووضعناه في وعاء آخر تحت ضغط منخفض فإن هذا الماء سيغلى تحت ضغط منخفض معين بدون تسخين الماء مرة أخرى وسنحصل على بخار ومن ثم ماء مقطر من هذا الوعاء.

فإذا كررنا هذه العملية من إدخال الماء المالح في أوعية متتالية وجعلنا الضغط في كل وعاء أقل من الضغط في الوعاء السابق بما يكفي لغلي الماء في الوعاء حصلنا على مايسمى
بالتقطير الومضي المتعدد المراحل والرسمة التالية توضح أساسيات هذه الطريقة:


إضغط على الصورة لتكبيرها

لدينا في هذه الصورة عدة خزانات لتقطير ماء البحر موصلة ببعضها البعض على التوالي. يدخل ماء البحر في آخر خزان في آخر مرحلة ومن ثم إلى المرحلة التى قبلها وهكذا حتى يصل ماء البحر إلى مكان إدخال بخار التسخين حيث تتم عملية التبادل الحراري وتسخين ماء البحر إلى حوالى 116 درجة مئوية. يدخل ماء البحر بعد ذلك في خزان المرحلة الأولى ويبدأ تخفيض الضغط حتى يغلي ومن ثم يتصاعد البخارحتى يصل إلى السطح المبرد بواسطة ماء البحر الداخل فيتكثف ويسقط الماء المقطرويتجمع في الوعاء المخصص له. يخرج بعد ذلك ماء البحر من الرحلة الأولى والذي زادت نسبة تركيز الملح به بعد تبخر نسبة منه ويدخل إلى خزان المرحلة الثانية حيث ينخفض الضغط فيه أكثر بواسطة عملية شفط الهواء مما يؤدى إلى غليان الماء وتبخره وصعود البخار إلى الأعلى حيث يتكثف ويتحول إلى ماء مقطرفي عملية مكررة في كل حيث يكون الضغط في كل مرحلة أقل من التى قبلهاحتى يخرج في النهاية محلول ملحي عالي نسبة التركيز لايمكن معالجته أكثر.

في محطات تحلية مياه البحر عندنا في الكويت والتى تعمل على
طريقة التقطير الومضي المتعدد المراحل يتم خلط ناتج الماء المقطر مع مياه الآبار قليلة الملوحة لإنتاج مياه عذبة صالحة للشرب.

إذن يتبين لنا مما سبق أن
طريقة التقطير الومضي المتعدد المراحل تحتاج إلى شيئين مهمين لكي تعمل ألا وهما الطاقة الحرارية اللازمة لإنتاج بخار التسخين وتحتاج أيضاً إلى الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل مضخات المياه وأجهزة التحكم وكل المعدات اللازمة لخلط ومعالجة المياه

لنرجع الآن إلى رسمة محطة الطاقة الشمسية الحرارية مع محطة تحلية مياه البحر الموجودة في الموضوع السابق "هل تمتلك الكويت ثروة غير الثروة النفطية؟" لنرى كيف يمكن لهذه المحطة الكهربائية الشمسية تحلية مياه البحر كناتج ثانوي

إضغط على الرسمة لتكبيرها

الرسمة أعلاه تبين طريقة عمل محطة الطاقة الشمسية أثناء النهار حيث تعكس مرايا الحقل الشمسي أشعة الشمس على البرج الثابت ومن ثم تتم عملية تحويل الماء إلى بخار محمص وكذلك يتم تسخين الملح المذاب وتخزينه لاستعمال حرارته فيما بعد.
بعد ذلك يندفع البخار المحمص إلى المولد التوربيني ويتسبب في دورانه مما يولد الكهرباء. بعدها يخرج البخار من التوربينة حيث يدخل في المبادل الحراري لمحطة التقطير مما يرفع درجة حرارة ماء البحر وفي نفس الوقت يتكثف البخار ويعاد تدويره ليسخن مرة أخرى ويتجه إلى التوربينة وهكذا. بعد رفع درجة حرارة ماء البحر تبدأ محطة تحلية الماء عملها بطريقة التقطير الومضي المتعدد المراحل والتى سبق شرحها.


إضغط على الرسمة لتكبيرها

الرسمة أعلاه تبين عملية تشغيل المحطة الشمسية الحرارية أثناء الليل والاستعاضة عن حرارة الشمس بالحرارة المخزنة في الملح المذاب والذي يعمل على تحويل الماء إلى بخار ومن ثم تحميصه بواسطة خزانات الملح المذاب الموجودة في أعلى الصورة. وتتم باقي عمليات المحطة من إنتاج الكهرباء وتقطير مياه البحر كما ذكرنا سابقاً.


إضغط على الرسمة لتكبيرها

الرسمة أعلاه تبين طريقة عملية تشغيل المحطة الشمسية الحرارية في حالة رداءة الطقس مثل وجود غيوم أوعواصف أوغبار فيتم في مثل هذه الحالات استخدام وقود ثانوي مثل الغاز أو مشتقات النفط أو الهيدروجين وذلك لتشغيل المحطة بالكامل حتى تتحسن الظروف الجوية

تبين لنا الآن إمكانية تصميم محطة الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء والماء تعمل على مدار 24 ساعة في اليوم و 365 يوماً في السنة

والآن لنشرح الطريقة الثانية لتحلية ماء البحر

ثانياً: طريقة التناضح العكسي


إضغط على الرسمة لتكبيرها

إن نظرية التناضح العكسي سهلة جداً للفهم والتطبيق العملي فلو نظرنا إلى الجهة اليسرى من الرسمة أعلاه نجد خزانين متجاورين ويوجد بينهما غشاء شبه نفاذ به مسامات صغيرة جداً تسمح بمرور جزيئات الماء النقي وتمنع مرور الأملاح بنسبة تصل لأكثر من 99% وكذلك تمنع الملوثات والشوائب وحتى الجراثيم والبكتيريا.

ففي الجهة اليسرى من الرسمة أعلاه نجد أن أحد الخزانين به ماء البحر المالح والثاني به ماء عذب نقي، فإذا ترك الخزانين تحت ضغط متساوى بينهما وليكن الضغط الجوي العادي تبدأ عملية التناضح الطبيعية بعبور الماء عبر الغشاء من الجهة الأقل ملوحة إلى الجهة الأكثر ملوحة ونرى ذلك بوضوح في ارتفاع مستوى الماء في خزان الماء المالح وهذا بسبب عبور الماء العذب لجهة الماء المالح.

والآن نأتي إلى الجزء المهم من هذه العملية، فبالنظر إلى الجهة اليمنى من الرسمة أعلاه، نجد أنه لو قمنا بوضع ضغط عالي على ماء البحر المالح نجد أن اتجاه مرور الماء ينعكس و يحدث من جهة ماء البحر المالح إلى جهة الماء العذب بعد أن تخلص من الأملاح والأوساخ وأصبح ماءً عذباً نقياً.

وبهذه الطريقة يمكننا الحصول على كميات ضخمة من المياه العذبة من ماء البحر ولا نحتاج إلى تسخين الماء وغليه كما هو الحال في طريقة التقطير الومضي المتعدد المراحل و إنما نحتاج فقط إلى الكهرباء فقط لتشغيل مضخات الضغط العالي وأجهزة التحكم الأخرى. والكهرباء تأتي من المحطة الشمسية الحرارية كما ذكرت سابقاً

هذا شرح مبسط يبين كيفية استغلال الطاقة الشمسية في تحلية ماء البحر و بالنظر إلي صورة الأقمار الصناعية لمحطة الصبية الموجودة في موضوع "هل تمتلك الكويت ثروة غير الثروة النفطية؟" نجد أنه يمكننا كمثال استغلال هذه الأفكار بنجاح في محطة الصبية في الكويت.

الاثنين، 9 فبراير 2009

1. محطة الطاقة الشمسية الحرارية لتوليد الكهرباء من الألِف إلى الياء


قبل قراءة هذا الموضوع يرجى قراءة موضوع:
هل تمتلك الكويت ثروة غير الثروة النفطية؟ المذكور في أدنى الصفحة

1.1 إختيار الأراضي الصالحة لإستغلال الطاقة الشمسية:

من المهم جداً وقبل التفكير في بناء محطة للطاقة الشمسية أياً كان نوعها أن يتم رسم خريطة كاملة للدولة على أساس إستراتيجي لتبيان كيفية إستغلال أراضي الدولة في الثلاثين أو الخمسين سنة المقبلة وأن يتم حجز الأراضي التي تحوي ثروات طبيعية مهمة وعدم إستغلالها في مشاريع قد تعيق الحصول على هذه الثروات كبناء مدن سكانية أو صناعية مثلاً.

ما يهمنا الآن هو كيفية تحديد الأراضي الصالحة لاستغلال الطاقة الشمسية وكم من هذه الأراضي سوف يستغل في إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية.

نبدأ أولاً ببيانات تقديرية للإشعاع الشمسي مستمدة من ساتلايت ذو قاعدة بيانات تشمل 10 كيلومترات مربعة، راجع الآتي:



The Solar and Wind Energy Resource Assessment - SWERA

http://swera.unep.net

Geographic Information System - GIS

http://www.gis.com

لا توجد لدي هذه البيانات حالياً ولكن للتبسيط والتوضيح يمكن الإستعانة بالخرائط التالية:



يلاحظ في هذه الخريطة معدل سقوط الإشعاع الشمسي سنوياً واللون الأصفر يبين أعلى معدل ويقل تدريجياً مع تحول اللون إلى الغامق. وحتى تكون هناك فائدة إقتصادية يجب أن يكون معدل سقوط الإشعاع الشمسي 2000 kwh/m/y
وهو ما نلاحظه في أغلب مناطق الكويت.

ثانياً، يجب إستبعاد الأراضي التى تحتوى على غابات ومياه مثل الأنهار والبحيرات وكذلك المناطق السكانية والصناعية والمحميات الطبيعية.
بالنسبة إلى الكويت فقد إستبعدت المناطق السكنية كما هو موضح في الخريطة التالية:


وكذلك إستبعدت المناطق الصناعية وهي المناطق التى تحوي حقول النفط كما هو موضح في الخريطة التالية:


ثالثاً، يجب إستبعاد الأراضى التى تحتوى على أكثر من 2% فى متوسط الإنحداروكذلك الأراضي التى تكون مساحتها أقل من 1كيلومتر مربع ومحدودة بحدود تحيل دون إتصالها بباقي الأراضي. وهذا ماأستبعد وجوده في الكويت حسب ما أراه في الخريطة أعلاه ولكن تكون الكلمة الفاصلة هنا دراسة حكومية دقيقة لكل ما ذكرته سابقاً.

إذن يتضح معنا أن الغالبية العظمى من مساحة الكويت صالحة إقتصادياً لإستغلال الطاقة الشمسية. وقد دار فى ذهني هذا الحوار: هل بإمكاننا تصدير الطاقة الشمسية أم فقط للإستهلاك المحلي؟ وإذا أمكننا تصديرها فما هى قيمة الدخل القومي المتوقع؟ وما هى الطرق والوسائل التى تتيح لنا تصدير هذه الطاقة؟ وإلى أين نصدرها؟

ولقد جلست أحلل كل هذه التساؤلات وفرضت الآتي (كل ما أقوله هنا هو إفتراضي ولكن مبني على قواعد حسابية):

لو فرضنا أننا نريد تصدير 1 جيجا وات من الكهرباء في الساعة. هذه الجيجا وات تصبح 24 جيجاوات في 24 ساعة وتصبح 732 جيجا وات في الشهر (ضرب 30.5) وتصبح 8784 جيجا وات في السنة (ضرب 12)
ثم فرضت أننا لن نستطيع إنتاج سوى 85% من هذه الطاقة سنوياً لعوامل عديدة منها سوء الأحوال الجوية والصيانة إلخ.
وفرضت أيضاً أن الربحية فى الكيلو وات الواحد هي 2 سنت أمريكي فقط بعد حذف كل تكاليف إنتاج وتوصيل هذه الطاقة إلى الزبائن.
فعليه تكون الربحية الخالصة لواحد جيجا وات (ما يعادل مليون كيلو وات) هي:

8784 * 0.85 * 1000000 * 0.02 = 149,328,000 دولار أمريكي

ولو افترضنا أن الربحية في الكيلو وات الواحد هي 3 سنت أمريكي فعليه تكون الربحية الخالصة لواحد جيجا وات هي:
223,992,000 دولار أمريكي

ولو افترضنا أن الربحية في الكيلو وات الواحد هي 4 سنت أمريكي فعليه تكون الربحية الخالصة لواحد جيجا وات هي:
298,656,000 دولار أمريكي

ولو افترضنا أن سعر بيع الكيلو وات الواحد هو 10 سنت أمريكي فعليه يكون العائد الإجمالي لواحد جيجا وات هو:
746,640,000 دولار أمريكي

وكذلك تبلغ مساحة الأرض اللازمة لإنتاج واحد جيجا وات تقريباً 20 كيلومتر مربع (مع القدرة على التخزين) أي 0.11% من المساحة الكلية لدولة الكويت.

ومن ثم افترضت قدرة التصدير من 1 إلى 100 جيجا وات

والجدول التالي يبين كل هذه الإفتراضات:

إضغط على الجدول لتكبيره

طبقاً لما افترضته أعلاه فإنه يمكننا إنتاج طاقة كهربائية ضخمة من الطاقة الشمسية الحرارية ولكن يبقى السؤال التالي:
كيف ننقل و نصدر هذه الطاقة إلى دول العالم؟

هناك طريقتان رئيسيتان لنقل الطاقة الكهربائية:

1- خطوط النقل للتيار الكهربائي المتردد
2- خطوط النقل للتيار الكهربائي المستمر

يستخدم التيار المتردد في أغلب عمليات نقل الطاقة الكهربائية لأنه يعتبر ملائماً أكثر من التيار المستمر في مجال نقل وتوزيع الطاقة، لذا نجد أن كل شبكات توزيع الكهرباء في العالم تستخدم التيار المتردد. ولكن هناك حدود لقدرة التيار المتردد في نقل الطاقة الكهربائية. وأهم مايحد قدرة التيار المتردد هي المسافة العملية التي يستطيع هذا التيار نقل الطاقة الكهربائية وهي مابين 600 إلى 800 كيلومتر فقط.

إذن كيف نستطيع نقل الطاقة الكهربائية المنتجة من الطاقة الشمسية إلى دول العالم مثل أوروبا والهند ودول شرق آسيا؟

هنا يأتي دور التيار المستمر والذى من أهم مزاياه:
  1. القدرة على نقل الطاقة الكهربائية لعدة آلاف من الكيلومترات
  2. القدرة على نقل الطاقة الكهربائية عبر البحار باستخدام الكابلات البحرية
  3. أكثر كفائة وأقل خسارة للطاقة من التيار المتردد
  4. القدرة على وصل شبكات توزيع الكهرباء لدول العالم المختلفة في المواصفات الفنية
  5. يوفر إستقرار للطاقة أفضل بكثير من التيار المتردد
  6. يوفر في مساحة الأرض وحجم الأبراج التي تستخدم الكابلات الهوائية
إن كل هذه المعطيات تقودنا للتفكير في كيفية الإعداد لمستقبل بلادنا ولنسأل أنفسنا السؤال الأهم:

ماذا يوجد لدينا غير النفط؟ لاشئ!!!!!

بل توجد لدينا ولأغلب منطقة الشرق الأوسط ولله الحمد ثروة الطاقة الشمسية الهائلة والتي يمكن استغلالها بعدة طرق سواء بواسطة الطاقة الشمسية الحرارية أو الطاقة الكهروضوئية.

بالنظر إلى خريطة االعالم الحرارية نشاهد مدى أفضلية تمتع الدول العربية بهذه الطاقة الهائلة وكذلك موقع هذه الدول الذى يتوسط العالم


NASA Map of World Solar Energy Potential
إضغط على الصورة لتكبيرها

إضافة إلى كل ماذكرته أعلاه يمكن تلخيص الوضع المحيط بالدول العربية في عدة نقاط مهمة:

  1. النفط طاقة ملوثة للبيئة وسوف تنضب عاجلاً أم آجلاً وحاجة العالم إلى طاقة نظيفة ومتجددة تعمل على مكافحة التلوث وظاهرة الإحتباس الحراري العالمي
  2. إستهلاك دول آسيا وأوروبا وأفريقيا لأكثر من 1000 جيجا وات والذي سوف يتضاعف إلى أكثر من 2000 جيجا وات سنة 2030
  3. وفرة الأراضي الصحراوية المشمسة أغلب أيام السنة ومعدل سقوط إشعاع شمسي أكثر من kwh/m/y 2000
  4. إمتداد هذه الأراضي من الشرق إلى الغرب وليس من الشمال إلى الجنوب مما يعرضها إلى الشمس لفترة زمنية أطول وبالتالي تستطيع إنتاج الطاقة أكثر
  5. عدم وجود غابات أومحميات أو أمطار موسمية أو جبال أو أية إعاقات تعيق اللاستغلال الأمثل للطاقة الشمسية
  6. توسط هذه الأراضي قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا
والسؤال الآن: ماهو الاستغلال الأمثل لكل هذه المعطيات؟

الجواب على هذا السؤال يكمن في عمل استراتيجية للدولة إلى مدى العشرين سنة القادمة تعطي الأولية لاستغلال الطاقة الشمسية وتتضمن على الأقل النقاط التالية:

  • توفير الأراضي الصالحة لإنتاج أكبر قدر ممكن من الطاقة الشمسية وحماية هذه الأراضي من الاستغلال الخطأ
  • تدريب وتجهيز الطاقات والكوادر البشرية في مجالات الطاقة الشمسية
  • العمل على نقل التكنولوجيا الخاصة بالطاقة المتجددة وبناء المصانع لإنتاج المواد والمعدات والأجهزة اللازمة لإنتاج هذه الطاقة. مثال على ذلك بناء مصانع السيليكون لإنتاج المرايا الشمسية العاكسة والخلايا الكهروضوئية
  • عمل دراسة شاملة لتطويروبناء شبكات نقل الكهرباء القادرة على تصدير الكهرباء إلى دول آسيا وأوروبا وأفريقيا
  • ربط دول الخليج كهربائياً وكذلك مع الدول العربية كما سنبينه لاحقاً وذلك لبناء شبكة انتاج وتوزيع كهربائية ضخمة لتصدير الطاقة إلى دول العالم
إن عملية ربط دول الخليج العربي كهربائياً وكذلك مع الدول العربية الأخرى كما هو موضح في الصورة أدناه تعتبر في غاية الأهمية وذلك للأسباب التالية:
  1. إن دول العالم الصناعية وغيرها التي يتوقع أن تستورد هذه الطاقة تحتاج إلى طاقة كهربائية آمنة وثابتة مستمرة وغير قابلة للإنقطاع وكذلك قابلة للزيادة حسب الحاجة وهذا مالا تستطيع دولة بمفردها تحقيقه بسبب احتمالات التعرض إلى أحوال جوية سيئة كالغبار والعواصف والغيوم وأيضاً إمكانية تعرض الدول إلى كوارث طبيعية وحروب قد تعيق إمدادات العالم بالطاقة
  2. توفيرمسالك وشبكات بديلة لتصدير الكهرباء في حالة وقوع خلل في أي مكان في الشبكة
  3. إمكانية توفير الكهرباء لأي دولة عربية منتجة ومشاركة في الشبكة في حالة توقف إنتاج الطاقة لديها بسبب الأحوال الجوية مثلاً فتستطيع أن تأخذ الطاقة من الشبكة فوراً بدون انقطاع
  4. تنسيق العمل الإقتصادي والسياسي بين الدول العربية وإمكانية تأسيس منظمة عربية تشبه منظمة الأوبك (ويمكن أن تسمى أوسييك OSEEAC إختصاراً للتعريف Organization of Solar Energy Exporting Arab Countries كمثال فقط)
إضغط على الصورة لتكبيرها

لقد افترضت في الصورة أعلاه إقامة شبكتين لإنتاج وتصدير الكهرباء المحولة من الطاقة الشمسية. الشبكة الأولى تصل بين شبه الجزيرة العربية ودول الشام والعراق. الشبكة الثانية تصل بين مصر ودول المغرب العربي. ويتم وصل هاتين الشبكتين في نقطة إلتقاء في صحراء سيناء. طبعاً كل ماأقوله هنا هو رؤيا فرضية تحتاج إلى دراسة شاملة لاختيار أنسب المواقع لتحديد مسار الشبكات.
تتكون هذه الشبكات من نوعين من شبكات التوزيع هما التيار المتردد والتيار المستمر. ويتم دمج هاذين النوعين من الشبكات حسب ماتسفر عنه الدراسات العلمية والمواصفات الفنية. ويتم وصل هذه الشبكات بخطوط نقل ضخمة تعمل على التيار المستمر HVDC قادرة على نقل هذه الطاقة الكهربائية الهائلة إلى مختلف دول العالم بطريقة آمنة ومستمرة مع وجود خيارات مسالك بديلة كما ذكرت سابقاً.

تلخيصاً لم ذكرته أعلاه فيمكن افتراض قابلية الحصول على مردود مادي ودخل قومي ضخم مكتسب من الطاقة الشمسية فقط من عملية تصدير هذه الطاقة وأستطيع القول أيضاً أنه متى ما إستطعنا إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بتكلفة رخيصة وأقل من مصادر الطاقة الأخرى فإنه من الممكن إغراء الدول الصناعية لإقامة وبناء الصناعات الضخمة الإستهلاك للكهرباء هنا في بلادنا لتخفيض تكلفة هذه الصناعات مما يعود بفائدة جمة لبلادنا.