إن ما ذكرته في الموضوع السابق "الطاقة الشمسية ... أفكار وحلول أخرى غير تقليدية 1" والذي شرحت فيه الألواح الشمسية وطرق توصيلها يعتبر جزء من عملية تطبيق استخدام الطاقة الشمسية وفي ظل كفاءة و مستوى هذه التكنولوجيا في وقتنا الحالي فإني لا أرى أن تلعب هذه التكنولوجيا الدور الرئيسي كبديل كامل للطاقات الأخرى الغير متجددة والغير نظيفة والسبب الرئيسي في ذلك هو عدم وجود وسيلة فعالة لتخزين هذه الطاقة أثناء الليل وأثناء سوء الأحوال الجوية. نعم يمكن تخزينها في بطاريات ولكن ليس بمقياس كبير كتخزين طاقة لمدينة كاملة. ونعم يمكن استخدامها في النهار للمشاركة في تلبية الأحمال الكهربائية التى تزداد في النهارولكن ليس على مستوى استراتيجية بلد.
أود هنا في هذا الجزء الثاني من الموضوع أن أبين عدة نقاط مهمة على مستوى التخطيط الإستراتيجي للدولة ألا وهي:
- إن النفط كمصدر للطاقة هو السبب الرئيسي في القفزات للهائلة للحضارة الإنسانية الحالية منذ بدايات القرن الماضي وهو المحرك الرئيسي للإقتصاد العالمي. إذن لابد أن تكون الطاقة البديلة قادرة على تحقيق ذلك و بقدرة أكبر وبدون تلوث.
- إن الإحتياطي العالمي للنفط سيتدرج في النقصان و حتى لو ظل احتياطي الشرق الأوسط على ما هو عليه الآن أو حتى إذا زاد إنتاج منطقتنا إلى الضعفين فإن الوقت سيأتى عندما لا يمكننا تزويد العالم بكامل احتياجاته المتزايدة مع حالة النقصان المتدرج للإحتياطي العالمي. يجب علينا إذاً معرفة الوقت المتوقع لحدوث ذلك حتى نكون مستعدين وجاهزين.
- إن الطاقة هي أساس اقتصاد الدول ويجب أن تكون متوفرة 24 ساعة في اليوم 7 أيام في الأسبوع 365 يوم في السنة. ويجب أن يكون عندنا احتياطي من الطاقة الكهربائية يعادل على الأقل ضعفي مستوى الإستهلاك الحالي وذلك لتغطية المشاريع الحيوية للدولة حتى 30 سنة قادمة.
- إن معظم استهلاك الكهرباء الحالي يذهب إلى الإحتياجات المنزلية وليس للمجال الصناعي المنتج والداعم لإقتصاد البلد. لذا يجب أن نعكس هذا الوضع.
- يجب أن تكون تكلفة انتاج الطاقة ذات جدوى اقتصادية وأن نعمل على تقليل كلفة انتاج هذه الطاقة حتى يمكننا المنافسة في الإقتصاد العالمي.
قبل البدء في شرح الجزء الثاني من هذا الموضوع أود أن أشرح ما يسمى بالأعمدة الثلاثة اللازمة لإنتاج الكهرباء. هناك ثلاث مكونات فيزيائية:
صورة (1)
صورة (2)
كيف نحصل على عضلات ذات قوة هائلة لإنتاج إحتياجاتنا من الطاقة؟
الجواب هو أن قوة الحركة يمكن استخلاصها من الطبيعة بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.
فمن أشكال قوة الحركة المباشرة الموجودة في الطبيعة قوة الرياح
صورة رقم (3)
صورة رقم (4)
شكل آخر من أشكال قوة الحركة المباشرة الموجودة في الطبيعة هي قوة الأنهار والشلالات وهي قوة هائلة.
صورة رقم (5)
في الصورة أعلاه نرى شلالات نياجرا و توجد محطة لتوليد الكهرباء تقع على بعد 5 أميال قبل الشلالات وتولد طاقة كهربائية بسعة 2.5 جيجا وات. الصورة رقم (6) التالية تبين كيفية عمل محطة الطاقة الكهرومائية:
صورة رقم (6)
في الصورة أعلاه نلاحظ أن محطات الطاقة الكهرومائية تقام عند سدود الأنهار وذلك لاستغلال قوة اندفاع المياه المخزنة خلف السد وتساندها قوة الجاذبية. ونلاحظ كذلك أن مياه خزان السد تدخل في مدخل المياه ثم في قنوات التدفق حتى تصل إلى غرفة التوربينة المائية وتعمل على تدوير التوربينة التى تحرك المولد الكهربائي حركة دائرية فتنتج عن ذلك الكهرباء. وتعتمد قوة الكهرباء المنتجة على الأرتفاع الرأسي لمياه خزان السد وكذلك كمية وحجم المياه المتدفقة في قنوات التدفق.
صورة رقم (7)
لا أريد أن أتشعب أكثر في مجال طاقتي الرياح والكهرومائية لأن طاقة الرياح عندنا ذات استخدام محدود جداً أما الطاقة الكهرومائية فهي غير موجودة في دولة الكويت.
وأيضاً محطات الطاقة الشمسية لاتختلف عن هذه المحطات المذكورة أعلاه فهي تحتوي على نفس المعدات والأجهزة ولكن بدلاً من الغلاية والمفاعل الذري فإنها تحتوي على المرايا العاكسة ووقودها طبعاً هو أشعة الشمس.
الفيديو التالي يبين عظمة الطاقة الشمسية ويفتح الخيال إلى مشاريع جبارة لاستغلالها ولن أعلق على هذا الفيديو الآن ولكن سأناقشه في موضوعي القادم وهو الجزء الثالث والذى يحتاج إلى الشرح والمقارنات المذكورة في هذا الموضوع للتمهيد إلى شرح مشروع الطاقة الشمسية الكبير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أرسل تعليقك